الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
رفث: الرَّفَثُ: الجماعُ وغيره مما يكون بين الرجل وامرأَته، يعني التقبيل والمُغازلة ونحوهما، مما يكون في حالة الجماع، وأَصله قول الفُحْش. والرَّفَثُ أَيضاً: الفُحْشُ من القول، وكلام النساءِ في الجماع؛ تقول منه: رَفَثَ الرجل وأَرْفَثَ؛ قال العجاج: ورُبَّ أَسرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ عن اللَّغَا، ورَفَثِ التَكَلم وقد رَفَثَ بها ومَعها. وقوله عز وجل: أُحِلَّ لكم، ليلةَ الصيام، الرَّفَثُ إِلى نسائكم؛ فإِنه عدَّاه بإِلى، لأَنه في معنة الإِفْضاءِ، فلما كُنْتَ تُعَدِّي أَفْضَيْتُ بإِلى كقولك: أَفْضَيتُ إِلى المرأَة، جئتَ بإِلى مع الرَّفَثِ، إِيذاناً وإِشعاراً أَنه بمعناه. ورَفَثَ في كلامه يَرْفُثُ رَفْثاً، ورَفِثَ رَفَثاً، ورَفُثَ، بالضم عن اللحياني، وأَرْفَثَ، كلُّه: أَفْحَشَ؛ وقيل: أَفْحَشَ في شأْنِ النساءِ. وقولُه تعالى: فلا رَفَثَ، ولا فُسوقَ، ولا جِدالَ في الحج؛ يجوز أَن يكونَ الإِفْحاشَ؛ وقال الزجاج: أَي لا جِماعَ، ولا كَلِمة من أَسباب الجماع، وأَنشد: عن اللَّغا، ورَفَثِ التكلم وقال ثعلب: هو أَن لا يأْخُذَ ما عليه من القَشَفِ، مثل تقليم الأَظفار، ونَتْفِ الإِبطِ، وحَلْق العانة، وما أَشبهه، فإِن أَخذ ذلك كله فليس هنالك رَفَثٌ. والرَّفَثُ: التعريض بالنكاح. وقال غيره: الرَّفَثُ كلمة جامعة لكل ما يريده الرجلُ من المرأَة؛ وروي عن ابن عباس أَنه كان مُحْرِماً، فأَخَذَ بذَنَبِ ناقة من الرِّكابِ، وهو يقول: وهُنَّ يَمْشِينَ بنا هَميسا *** إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسا فقيل له: يا أَبا العباس، أَتقول الرَّفَثَ وأَنت مُحْرِمٌ؟ وفي رواية: أَثَرْفُثُ وأَنتَ مُحْرم؟ فقال: إِنما الرَّفَثُ ما رُوجِعَ به النساءُ. فرأَى ابنُ عباس الرَّفَثَ الذي نَهى اللهُ عنه ما خُوطِبَتْ به المرأَة؛ فأَما أَنْ يَرْفُثَ في كلامه، ولا تَسْمَع امرأَةٌ رَفَثَه، فغير داخلٍ في قوله: فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ.
رمث: الرِّمْثُ، واحدتُه رِمْثةٌ: شجرة من الحَمْضِ؛ وفي المحكم: شجرٌ يُشْبِه الغَضا، لا يَطُولُ، ولكنه ينبسط ورقُه، وهو شبيه بالأُشْنانِ، والإِبل تُحَمِّضُ بها إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّة، ومَلَّتْها. الجوهري: الرِّمْثُ، بالكسر، مَرْعًى من مَراعي الإِبل، وهو من الحَمْض؛ قال أَبو حنيفة: وله هُدْبٌ طُوالٌ دُقاقٌ، وهو مع ذلك كله كَلأٌ تَعِيشُ فيه الإِبل والغنم، وإِن لم يكن معها غيره، وربما خرج فيه عسلٌ أَبيضٌ، كأَنه الجُمان، وهو شديد الحلاوة، وله حَطَبٌ وخَشَبٌ، ووَقُودُه حارٌّ، ويُنْتَفَعُ بدُخانه من الزُّكام. وقال مرة قال بعضُ البصريين: يكون الرِّمْثُ مع قِعْدةِ الرَّجُل، يَنْبُتُ نَباتَ الشيح، قال: وأَخبرني بعضُ بني أَسَد أَن الرِّمْثَ يرْتَفِعُ دونَ القامة، فيُحْتَطَبُ، واحدتُه: رِمْثةٌ، وبها سمي الرجلُ رِمْثَةُ، وكُني أَبا رِمْثةَ، بالكسر. والرَّمَثُ أن تأْكلَ الإِبلُ الرِّمْثَ، فَتشْتكي عنه. ورَمِثَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَرْمَثُ رَمَثاً، فهي رَمِثَةٌ ورَمْثى، وإِبلٌ رَماثَى: أَكَلَتِ الرِّمْثَ، فاشْتَكَتْ بطونَها. وقال أَبو حنيفة: هو سُلاحٌ يأْخذها إِذا أَكلتِ الرِّمْثَ، وهي جائعة، فيُخاف عليها حينئذ. الأَزهري: الرِّمْثُ والغَضَا، إِذا باحَتَتْها الإِبلُ، ولم يكن لها عُقْبة من غيرها، يقال: رَمِثَتْ وغَضِبَتْ، فهي رَمِثَة وغَضِيَة، ذكر ذلك في ترجمة طَلَح. وأَرضُ مَرْميَثة: تُنْبِتُ الرِّمْثَ، والعرب تقول: ما شجرةٌ أَعْلم لِجَبلٍ، ولا أَضْيَعَ لسابلة، ولا أَبْدَن ولا أَرْتَعَ، من الرِّمْثةِ؛ قال أَبو منصور: وذلك أَن الإِبل إِذا مَلَّتِ الخُلَّة، اشْتَهَتِ الحَمْضَ، فإِن أَصابتْ طَيِّبَ المَرْعَى مثل الرُّغْلِ والرِّمْثِ، مَشَقَتْ منها حاجَتَها، ثم عادت إِلى الخُلَّة، فَحَسُنَ رَتْعُها، واسْتَمْرَأَتْ رَعْيَها، فإِن فَقَدَتِ الحَمْضَ، ساءَ رَعْيُها وهُزِلَتْ. الرَّمَثُ: الحَلَبُ. يقال: رَمِّثْ ناقَتَك أَي أَبْقِ في ضَرْعِها شيئاً. ابن سيده: والرَّمَثُ البقية من اللبن تَبْقَى بالضَّرْع، بعد الحَلَبِ، والجمع أَرْماثٌ. والرَّمَثة: كالرَّمَثِ، وقد أَرْمَثَها، ورَمَّثَها. ويقال: رَمَّثْتُ في الضَّرْع تَرْمِيثاً، وأَرْمَثْتُ أَيضاً إِذا أَبْقَيْتَ بها شيئاً؛ قال الشاعر: وشارَكَ أَهلُ الفَصِيلِ الفَصِيلَ في الأُمِّ، وامْتَكَّها المُرْمِثُ ورَمَثْتُ الشيءَ أَصْلَحْتُه ومَسَحْتُه بيدي؛ قال الشاعر: وأَخٍ رَمَثْتُ رُوَيْسَه، ونَصَحْتُه في الحَرْب نَصْحا ورَمَّثَ على الخمسين وغيرها: زاد؛ وإسنما يستعملون الخمسين في هذا ونحوه، لأَنه أَوسط الأَعمار، ولذلك استعملها أَبو عبيد في باب الأَسنان وزيادة الناس، فيما دون سائر العقود. ورَمَّثَتْ غنَمُه على المائة: زادت. ورَمَّثَتِ الناقةُ على مِحْلَبها، كذلك. وفي حديث رافع بن خَديج، وسُئل عن كِراءِ الأَرض البيضاءِ بالذهب والفضة، فقال: لا بأْسَ، إِنما نُهِيَ عن الإِرماثِ. قال ابن الأَثير: هكذا يروى، فإِن كان صحيحاً، فيكون من قولهم: رَمَثْتُ الشيءَ بالشيءِ إِذا خَلَطْتَه، أَو من قولهم: رَمِّثَ عليه وأَرْمَثَ إِذا زاد، أَو من الرَّمَث: وهو بقية اللبن في الضَّرْع، قال: فكأَنه نهى عنه من أَجل اختلاط نصيب بعضهم ببعض، أَو لزيادة يأْخذها بعضُهم من بعض، أَو لإِبقاءِ بعضهم على البعض شيئاً من الزَّرْع. والرَّمَثُ، بفتح الراءِ والميم: خَشَبٌ يُشَدُّ بعضُه إِلى بعض كالطَّوْف، ثم يُرْكَبُ عليه في البحر؛ قال أَبو صَخْر الهُذَلي: تَمَنَّيْتُ، من حُبِّي عُلَيَّةَ، أَننا على رَمَثٍ، في الشَّرْمِ، ليس لنا وَفْرُ الشَّرْمُ: موضع في البحر. والجمع أَرْماثٌ؛ ومن هذه القصيدة: أَمَا والذي أَبْكَى وأَضْحَكَ، والذي أَماتَ وأَحيا، والذي أَمْرُه الأَمْرُ لقد تَرَكَتْنِي أَغْبِطُ الوَحْشَ، أَن أَرى أَلِيفَيْنِ منها، لا يَرُوعُهما الزَّجْرُ إِذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبي لِذِكْرِها، كما انْتَفَضَ العُصْفُور، بَلَّلَه القَطْرُ تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إِذا ما لَمسْتُها، وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ وصَلْتُكِ حتى قِيلَ: لا يَعْرِفُ القِلَى وزُرْتُكِ حتى قِيلَ: ليس له صَبْرُ فيا حُبَّها زِدْني هَوًى كلَّ ليلةٍ ويا سَلْوةَ الأَيامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ عَجِبْتُ لِسَعْيِ الدَّهْرِ بيني وبينَها فلما انْقَضَى ما بيننا، سَكَنَ الدَّهْرُ قال ابن بري: معناه أَن الدَّهْرَ كان يَسْعَى بينه وبينها في إِفساد الوصل، فلما انقضَى ما بينهما من الوَصْل، وعادَ إِلى الهَجْر، سَكَنَ الدهرُ عنهما؛ وإِنما يريد بذلك: سَعْيَ الوُشاةِ، فنسَبَ الفعلَ إِلى الدهْر، مجازاً لوقوع ذلك فيه، وجَرْياً على عوائد الناس في نسبة الحوادث إِلى الزمان؛ قال المستملي من الشيخ أَبي محمد بن بري، رحمهما الله تعالى؛ قال: لما أَملانا الشيخ قوله: وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ ضَحِكَ، ثم قال: هذا البيتُ كان السببَ في تَعَلُّمي العربية فقلنا له: وكيف ذلك؟ قال: ذكر لي أَبي، برِّيٌّ، أَنه رأَى في المنام قبل أن يُرْزَقَني، كأَنَّ في يده رُمْحاً طويلاً، في رأْسه قِنْديلٌ، وقد عَلَّقه على صخرة بيتِ المَقْدس، فعُبِّرَ له بأَن يُرْزَقَ ابناً يَرْفَعُ ذِكْرَه بعِلم يَتَعلَّمه، فلما رُزِقَني، وبَلَغْتُ خمسَ عشرة سنةً، حَضَر إِلى دُكَّانه، وكان كُتْبِيّاً، ظافرٌ الحدادُ وابنُ أَبي حَصِينة، وكلاهما مشهورٌ بالأَدب؛ فأَنشد أَبي هذا البيت: تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إِذا لمَسْتُها، وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ وقال: الورقُ الخُضْرِ، بكسر الراء، فضحِكا منه لِلَحْنه؛ فقال: يا بُنَيَّ، أَنا منتظر تفسير منامي، لعلَّ اللهَ يَرْفَعُ ذِكْرِي بك، فقلتُ له أَيَّ العُلوم تَرَى أَن أَقرأَ؟ فقال لي اقرإِ النحوَ حتى تُعَلِّمني، فكنت أَقرأُ على الشيخ أَبي بكر محمد بن عبد الملك ابن السَّرَّاج، رحمه الله، ثم أَجيء فأُعلمه. وفي الحديث: أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إِنَّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لنا، في البحر، ولا ماءَ معنا، أَفَنَتَوَضَّأُ بماء البحر؟ فقال: هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه؛ قال الأَصمعي: الأَرْماثُ جمع رَمَثٍ، بفتح الميم: خَشَب يُضَمُّ بعضُه إِلى بعض، ويُشَدُّ، ثم يُرْكَبُ في البحر. والرَّمَثُ: الطَّوْفُ، وهو هذا الخَشَبُ، فَعَلٌ بمعنى مفعول، من رَمَثْتُ الشيءَ إِذا لمَمْتَه وأَصْلَحته. والرَّمَثُ: الحَبْلُ الخَلَق، وجمعه أَرماثٌ ورِماثٌ. وحبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام؛ كما قالوا: ثَوْب أَخلاقٌ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَهَيْتُكم عن شُرْب ما في الرِّماثِ والنَّقير؛ قال أَبو موسى: إِن كان اللفظ محفوظاً، فلعله من قولهم: حَبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام، ويكون المراد به الإِناء الذي قد قَدُمَ وعَتُقَ، فصارت فيه ضَراوةٌ بما يُنْبَذُ فيه، فإِنَّ الفساد يكون إِليه أَسْرَعَ. ابن الأَعرابي: الرَّمَثُ الحَبْلُ المُنْتَكِثُ. والرَّمْثُ: السَّرِقة؛ يقال: رَمَثَ يَرْمِثُ رَمْثاً إِذا سَرَق. وفي نَواجر الأَعراب: لفلان على فلان رَمَثٌ ورَمَلٌ أَي مَزِيَّة؛ وكذلك عليه فَوَر ومُهْلة ونَفَلٌ. والرَّمَّاثة: الزَّمَّارة. والرُّمَيْثةُ: موضع؛ قال النابغة: إِنَّ الرُّمَيْثةَ مانعٌ أَرْماحُنا ما كانَ من سَحَمٍ بها، وصَفارِ
روث: الرَّوْثَةُ: واحدة الرَّوْثِ والأَرواثِ؛ وقد راثَ الفرسُ. وفي المثل: أَحُشُّكَ وتَرُوثُني. ابن سيده: الرَّوْثُ رَجِيعُ ذي الحافر، والجمع أَرواث. عن أَبي حنيفة: راثَ رَوْثاً. والمَراثُ والمَرْوَثُ: مَخْرَجُ الرَّوْثِ. التهذيب يقال لكل ذي حافر: قد راثَ يَرُوثُ رشوثاً. وخَوْرانُ الفرس: مَراثُه. وفي حديث الاستنجاء: نَهَى عن الرَّوْث. وفي حديث ابن مسعود: فأَتَيْتُه بحَجَرين ورَوْثة، فردَّ الرَّوثَة. والرَّوْثةُ: مُقَدَّمُ الأَنْف أَجمعَ؛ وقيل: طَرَفُ الأَنْف، حيثُ يَقْطُرُ الرُّعافُ. غيره: ورَوْثَةُ الأَنْف طَرَفُه. والرَّوْثة: طَرَفُ الأَرْنبة؛ يقال: فلان يَضْرِبُ بلسانه رَوْثةَ أَنفِه؛ وفي حديث حسان بن ثابت: أَنه أَخْرج لسانَه فضَرَبَ به رَوْثَة أَنفه أَي أَرْنَبَته وطَرَفه من مُقدَّمه. وفي حديث مُجاهد: في الرَّوْثة ثُلِّي الدية. وفي الحديث: أَنَّ رَوْثَةَ سيفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَت فِضَّةً؛ فُسِّرَ أَنها أَعلاه مما يلي الخِنْصَرَ من كَفِّ القابضِ. ورَوْثةُ العُقابِ: مِنْقارُها؛ قال أَبو كبير الهُذَليُّ يصف عُقاباً: حتى انْتَهَيْتُ إِلى فراشِ غرِيرَةٍ سَوداءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ
ريث: الرَّيْثُ: الإِبْطاءُ؛ راثَ يَرِيثُ رَيْثاً: أَبْطَأَ؛ قال: والرَّيْثُ أَدْنَى لِنَجاحِ الذي تَرُومُ فيه النُّجْحَ، من خَلْسِه ورَاثَ علينا خَبَرُهُ يَريثُ رَيْثاً: أَبْطأَ. وفي المثل: رُبَّ عَجَلةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً؛ ويُرْوى: تَهَبُ رَيْثاً؛ والمعنى واحد، من الهِبة. وما أَراثكَ علينا؟ أَي ما أَبْطَأَ بك عنا؟ وفي حديث الاستسقاء: عَجِلاً غيرَ رائِثٍ أَي غير بَطِيءٍ. وفي الحديث: وَعَدَ حبريلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يأَتِيَه فراثَ عليه. ورجل رَيِّثٌ، بالتشديد، أَي بَطِيءٌ؛ عن ابن الأَعرابي. وتَرَيَّثَ فلانٌ علينا أَي أَبطأَ؛ وقيل: كلُّ بَطيء رَيِّثٌ؛ وأَنشد: ليَهْنِئْ تُراثي لامرئٍ، غيرِ ذلَّةٍ، صَنابرُ أُحْدانٌ، لهُنَّ حفِيفُ سَريعاتُ مَوْتٍ، رَيِّثاتُ إِقامةٍ، إِذا ما حُمِلنَ، حمْلُهُنَّ خَفِيفُ والاسْتِرَاثةُ: الاسْتِبْطاء. واسْتَراثه: استبطَأَه. واسْتَرْيَثْتُه: اسْتَبْطأْتُه. وفي الحديث: كان إِذا اسْتَرَاثَ الخَبر، تَمثَّلَ بقول طَرَفَة: ويَأْتِيكَ بالأَخْبار مَنْ لم تُزَوِّدِ هو اسْتَفْعلَ، مِن الرَّيْث. ورَيَّثَ عما كان عليه: قَصَّرَ؛ ورَيَّث أَمْرَه كذلك. ونَظَرَ القَنَانِيُّ إِلى بعض أَصحاب الكسائي فقال: إِنه لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ؛ وفي بعض الروايات: إِنه ليُرَيِّثُ إِليَّ النَّظَر. الفراء: رجلٌ مُرَيَّثُ العَيْنَين إِذا كان بَطيءَ النَّظَر. وما فعَلَ كذا إِلاَّ رَيْثَ ما فعَلَ كذا؛ وقال اللحياني عن الكسائي والأَصمعي: ما قَعَدْتُ عنده إِلاَّ رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِي، بغير أَن، ويستعمل بغير ما ولا أَن؛ وأَنشد الأَصمعي لأَعْشَى باهِلةَ: لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلاّ رَيْثَ يَرْكَبُه، وكلَّ أَمْرٍ، سِوَى الفَحْشاءَ، يَأْتَمِرُ وهي لغة فاشية في الحجاز؛ يقولون: يُريدُ يَفْعَلُ أَي أَن يَفْعل؛ قال ابن الأَثير: وما أَكثَرَ ما رأَيْتُها واردةً في كلام الشافعي. ويقال: ما قَعَدَ فلانٌ عندنا إِلاَّ رَيْثَ أَن حَدَّثَنا بحديث ثم مَرَّ، أَي ما قَعَد. إِلاّ قَدْرَ ذلك؛ قال الشاعر يعاتِبُ فِعْلَ نَفْسِه: لا تَرْعَوِي الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ أُنْكِرُها، أَنْثُو بذاكَ عليها، لا أُحاشِيها وفي الحديث: فلم يَلْبَثْ إِلاّ رَيْثما قُلْتُ؛ أَي إِلاّ قَدْرَ ذلك؛ وقولُ مَعْقِل بن خُوَيْلِدٍ: لَعَمْرُكَ لَليَأْسُ، غيرُ المُري ثِ، خَيْرٌ من الطَّمَعِ الكاذِبِ قال: يجوز أَن يكون أَراث لُغة في راثَ، ويجوز أَن يكون أَراد المُرِيثَ المَرْءَ؛ فحذف. ورَيْثَةُ: اسمُ منْهلَةٍ من المناهِل التي بين المسجدين. ورَيْثٌ: أَبو حَيّ من قيس، وهو رَيْثُ بن غَطَفان ابن سعد بن قيس عيلان.
شبث: شَبِثَ الشيءَ: عَلِقَه وأَخذه. سئل ابن الأَعرابي عن أَبيات؛ فقال: ما أَدْري مِن أَين شَبِثْتُها؟ أَي عَلِقْتُها وأَخَذْتُها. والتَّشَبُّثُ بالشيء: التَّعَلُّق به. والتَّثَبُّتُ: التَعَلُّق بالشيء، ولزومه، وشِدَّةُ الأَخْذ به. ورجلٌ شُبَثَةٌ وضُبَثَةٌ إِذا كان ملازماً لقِرْنِه لا يُفارقه. ورجل شَبِثٌ إِذا كان طَبْعُه ذلك. وفي حديث عمر، قال الزبير: ضَرِسٌ، ضَبِسٌ، شَبِثٌ. الشَّبِثُ بالشيءِ: المُتَعَلِّقُ به؛ يقال: شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً. والشَّبَثُ، بالتحريك، دُوَيْبَّة ذات قوائم سِتٍّ طوالٍ، صَفْراءُ الظَّهْر وظُهورِ القوائم، سَوْداءُ الرأْس، زرقاءُ العين؛ وقيل: هو دويبة كثيرة الأَرجل، عظيمة الرأْس، من أَحْناش الأَرض؛ وقيل: الشَّبَثُ دويبة واسعة الفم، مرتفعة المُؤَخَّرِ، تُخَرِّبُ الأَرْضَ، وتكون عند النُّدُوَّة، وتأْكل العقارب، وهي التي تسمى شَحْمَة الأَرض؛ وقيل: هي العنكبوتُ الكثيرةُ الأَرْجُل الكبيرةُ، وعمَّ بعضُهم به العنكبوتَ كلَّها؛ ولا يقال شِبْثٌ، والجمع أَشباث وشِبْثانٌ، مثل خَرَبٍ وخِرْبانٍ؛ قال ساعدة بن حُؤَيَّة يصف سيفاً: تَرَى أَثْرَه في صَفْحَتَيْه، كأَنه مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهنَّ هَمِيمُ والشِّبِثُ، بكسر الشين والباء: نَباتٌ، حكاه أَبو حنيفة. قال أَبو منصور: وأَما البقلة التي يقال لها الشِّبْثُ، فهي مُعَرَّبة، قال: ورأَيت البَحْرانيين يقولون: سِبِتٌ، بالسين والتاء، وأَصلها بالفارسية شِوِذٌ. وشُبَيْثٌ: ماءٌ معروف وَرَدَ ذكره في الحديث؛ ومنه: دارةُ شُبَيْثٍ؛ قال: نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ، وأَصْبَحُوا نَزَلَتْ مَنازِلَهم بنو ذُبْيانِ أَبو عمرو: الشَّنْبَثة، بزيادة النون، العَلاقَةُ؛ يقال: شَنْبَثَ الهَوى قَلْبَه أَي عَلِق به.
شثث: الشَّثُّ: الكثير من كل شيء. والشَّثُّ: ضَرْب من الشجر؛ قال ابن سيده: كذا حكاه ابن دريد، وأَنشد: بوادٍ يمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه، وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ وقيل: الشَّثُّ شجر طَيِّبُ الريح، مُرُّ الطَّعْم يُدْبَغُ به؛ قال أَبو الدُّقَيْشِ: ويَنْبُتُ في جبال الغَوْر، وتِهامة ونجْدٍ؛ قال الشاعر يصف طبقات النساء: فمنهنَّ مِثْلُ الشَّثِّ، يُعْجِبْكَ رِيحُه، وفي غَيْبهِ سُوءُ المَذاقةِ والطَّعْمِ واحْتاج فسَكَّنَ، كقول جرير: سِيرُوا بني العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكُمْ، ونَهْرُ تِيرى، ولا تَعْرِفْكُمُ العربُ وقد أَورد الأَزهري هذا البيت: فمِنْهُنَّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبُ رِيحُه الأَصمعي: الشَّثُّ من شجر الجبال؛ قال تأَبط شرّاً: كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، أَوْ أُمَّ خِشْفٍ، بذي شَثٍّ وطُبَّاقِ قال الأَصمعي: هما نبتان. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بشاةٍ مَيِّتةٍ؛ فقال عن جِلْدها: أَليس في الشَّثِّ والقَرَظِ ما يُطَهِّرهُ؟ قال: الشَّثُّ ما ذكرناه؛ والقَرَظُ: وَرَقُ السَّلَم، يُدبغ بهما؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى الحديث بالثاء المثلثة، قال: وكذا يَتَداولُه الفقهاءُ في كتبهم وأَلفاظهم. وقال الأَزهري في كتاب لغة الفقه: إِن الشَّبَّ، يعني بالباء الموحدة، هو من الجواهر التي أَنبتها الله في الأَرض، يُدْبَغ به شِبه الزاج، قال: والسَّمَاعُ بالباء، وقد صحفه بعضهم فقاله بالمثلثة، وهو شجر مُرُّ الطَّعْم، قال: ولا أَدْري، أَيُدبغ به أَم لا؟ وقال الشافعي في الأُم: الدِّباغ بكلِّ ما دَبَغَتْ به العربُ، من قَرَظ وشَبٍّ، بالباء الموحدة. وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة، ذكَر رجلاً يَلي الأَمْرَ بعد السُّفْياني فقال: يكون بين شَثٍّ وطُبَّاقٍ؛ الطُبَّاقُ: شجر يَنْبُت بالحجاز إِلى الطائف؛ أَراد أَن مَخْرَجَه ومُقامه المواضع التي يَنْبُتُ بها الشَّثُّ والطُّبَّاقُ؛ وقيل: الشَّثُّ جَوْزُ البَرِّ. وقال أَبو حنيفة: الشَّثُّ شجر مثل شجر التُّفاح القِصار في القَدْر، ووَرَقُه شبيه بورق الخِلافِ، ولا شَوْكَ له، وله بَرَمةٌ مُورّدةٌ، وسِنَفةٌ صَغيرة، فيها ثلاثُ حَبَّاتٍ أَو أَربعٌ سُودٌ، مثلُ الشِّئْنِيزِ تَرْعاه الحمامُ إِذا انْتَثَرَ، واحدتُه شثَّة؛ قال ساعدة بن جؤية: فذلِكَ ما كُنَّا بسَهْلٍ، ومَرَّةً إِذا ما رَفَعْنا شَثَّه وصَرائمه أَبو عمرو: الشَّثُّ النَّحْلُ العَسَّالُ؛ وأَنشد: حَدِيثُها، إِذْ طالَ فيه النَّثُّ، أَطْيَبُ من ذَوْبٍ، مَذاهُ الشَّثُّ الذَّوْبُ: العسلُ. مَذَاه: مَجَّه النحلُ، كما يَمْذِي الرجلُ المَذْيَ.
شحث: الأَزهري: قال الليث بَلَغنا أَن شَحِيثا كلمةٌ سُرْيانية، وأَنه تَنْفَتِح بها الأَغالِيقُ بلا مَفاتيح. وفي الحديث: هَلُمِّي المُدْية فَاشْحَثِيها بحَجَر أَي حُدِّيها وسُنِّيها، ويقال بالذال.
شرث: الشَّرَثُ: غِلَظُ الكَفِّ والرِّجْل وانْشِقاقُهما، وقيل: هو تَشَقُّقُ الأَصابع؛ وقيل: هو غِلَظُ ظَهْر الكَفِّ من بَرْدِ الشِّتاءِ. وقد شَرِثَ شَرَثاً، فهو شَرِثٌ، وقد شَرِثَتْ يدُه تَشْرَثُ. وقال أَبو عمرو: سيف شَرِثٌ، وسِنانٌ شَرِث؛ وقال طَلْقُ بن عَدِيٍّ في فرس طَرَد صاحبُه عليه نَعامةً: يَحْلِفُ لا يَسْبِقُه، فما حَنِثْ، حتى تَلافاها بمَطْرُورٍ شَرِثْ أَي بسِنانٍ مَطْرورٍ أَي حَديدٍ. وقال اللحياني: قال القَنانيُّ: لا خير في الثَّريد إِذا كان شَرِثاً فَرِثاً، كأَنه فُلاقَةُ آجُرٍّ، ولم يُفَسِّر الشَّرِثَ؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه الخَشِنُ الذي لم يُرَفَّقْ خُبْزُه، ولا أُذيبَ سَمْنُه، قال: ولم يُفَسِّر الفَرِثَ أَيضاً، قال: وعندي أَنه إِتباع، وقد يكون من قولهم جَبَلٌ فَرِثٌ أَي ليس ضَخْمِ الصُّخُور. والشَّرَثُ: تَفَتُّقُ النَّعْل المُطَبَّقةِ، والفِعْل كالفِعْل؛ قال: هذا غلامٌ شَرِثُ النَّقِيلَهْ، أَشْعَثُ، لم يُؤْدَمْ له بِكيلَهْ، يخافُ أَن تَمَصّه الوَبيلَهْ والشَّرْثةُ: النَّعْلُ الخَلَق. ابن الأَعرابي: الشَّرْثُ الخَلَقُ من كل شيء. وشَرْثانُ: جبل، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: شَرْثانُ هَذاكَ وراءَ هَبُّودْ
شربث: الشَّرَنْبَثُ والشُّرابِثُ، بضم الشين: القبيحُ الشديدُ؛ وقيل: هو الغليظُ الكَفَّين، وفي الصحاح: والرِّجْلَيْنِ، وفي المحكم: والقَدَمَيْنِ الخَشِنُهُما؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْسُ الدَّيْرْ، واللهُ نَفَّاحُ اليَدَيْن بالخَيْرْ التهذيب في الخماسي: الشَّرَنْبَثُ الغليظُ الكَفِّ وعُروقِ اليدِ، وربما وُصِفَ به الأَسَدُ. والشَرَنْبَثُ: الأَسَدُ عامَّةً. وأَسدٌ شَرَنْبَثٌ: غليظ. وشَجَّة شَرَنْبَثة: منتفخة مُتَقَبِّضة؛ قال سيبويه: النون والأَلف يتعاوران الاسمَ في معنًى، نحو شَرَنْبَثٍ وشُرابثٍ، وجَرَنْفَسٍ وجُرافِس. وشَرَنْبَثٌ وشُرابِثٌ: اسم رجل.
شعث: شَعِثَ شَعَثاً وشُعوثَةً، فهو شَعِثٌ وأَشْعَثُ وشَعْثانُ، وتَشَعَّثَ: تَلَبَّد شعَرُه واغْبَرَّ، وشَعَّثْتُه أَنا تَشْعِيثاً. والشَّعِثُ: المُغْبرُّ الرأْسِ، المُنْتَتِفُ الشَّعَرِ، الحافُّ الذي لم يَدَّهِنْ. والتَّشَعُّثُ: التَّفَرُّقُ والتَّنَكُّثُ، كما يَتَشَعَّثُ رأْسُ المِسْواك. وتَشْعِيثُ الشيءِ: تفريقهُ. وفي حديث عمر أَنه كان يَغْتَسِلُ وهو مُحْرم، وقال: إِنَّ الماء لا يزيده إِلا شَعَثاً أَي تَفَرُّقاً، قلا يكون مُتَلَبِّداً؛ ومنه الحديث: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذِي طِمْرَيْنِ، لا يُؤْبه له، لو أَقْسَم على الله لأَبَرَّه. وفي حديث أَبي ذَرٍّ: أَحَلَقْتُم الشَّعَثَ؟ أَي الشَّعَر ذا الشَّعَثِ. والشَّعَثَةُ: موضعُ الشعر الشَّعِثِ. وخيلٌ شُعْثٌ أَي غير مُفَرْجَنَة؛ ومُفَرْجَنَةٌ: مَحْسُوسة؛ وقول ذي الرُّمة: ما ظَلَّ، مُذْ وَجَفَتْ في كلِّ ظاهرةٍ، بالأَشْعَثِ الوَرْدِ، إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ عَنى بالأَشْعَثِ الوَرْدِ: الصَّفارَ، وهو شَوْك البُهْمى إِذا يَبسَ، وإِنما اهْتَمَّ، لما رأَى البُهْمَى هاجَتْ، وقد كان رَخِيَّ البالِ، وهي رَطْبةٌ، والحافرُ كلُّه شديدُ الحُبِّ للبُهْمَى، وهي ناجعةٌ فيه، وإِذا جَفَّتْ فأَسْفَتْ، تَأَذَّتِ الراعيةٌ بسَفاها. ويقال للبُهْمَى إِذا يَبِسَ سَفاه: أَشْعَثُ. قال الأَزهري: قال الأَصمعي: أَساء ذو الرمة في هذا البيت، وإِدخالُ إِلاَّ ههنا قبيح، كأَنه كره إِدخالَ تحقيق على تحقيق، ولم يُرِد ذو الرمة ما ذهب إِليه، إِنما أَراد لم يَزَلْ من مكان إِلى مكان يَسْتَقْري المَراتِعَ، إِلاَّ وهو مهموم، لأَنه رأَى المَراعيَ قد يَبِسَتْ، فما ظَلَّ ههنا ليس بتحقيق، إِنما هو كلام مجحود، فحققه بإِلاَّ. والشَّعْثُ والشَّعَثُ: انتشارُ الأَمرِ وخَلَلُه؛ قال كعب بن مالك الأَنصاريُّ: لَمَّ الإِلهُ به شَعْثاً، ورَمَّ به أُمُورَ أُمَّتِه، والأَمرُ مُنْتَشِرُ وفي الدُّعاء: لَمَّ اللهُ شَعْثَه أَي جَمَعَ ما تَفَرَّقَ منه؛ ومنه شَعَثُ الرأْسِ. وفي حديث الدعاء: أَسأَلُكَ رحمةً تَلُمُّ بها شَعَثي أَي تَجْمَعُ بها ما تَفَرَّقَ من أَمري؛ وقال النابغة: ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً، ولا تَلُمُّه على شَعَثٍ، أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟ قوله لا تلمُّه على شعث أَي لا تحتمله على ما فيه من زَللٍ ودَرْءٍ، فتَلُمُّه وتُصْلحه، وتَجْمَعُ ما تَشَعَّثَ من أَمره. وفي حديث عطاء: أَنه كان يُجِيز أَن يُشَعَّثَ سَنَا الحَرَم، ما لم يُقْلَعْ من أَصله، أَي يُؤْخَذَ من فروعه المُتَفَرِّقة ما يصير به أَشْعَثَ، ولا يستأْصله. وفي الحديث: لما بلغه هِجاءُ الأَعْشَى عَلْقمةَ بن عُلاثة العامِريَّ نَهى أَصحابَه أَن يَرْوُوا هجاءَه، وقال: إِن أَبا سفيان شَعَّثَ مني عند قَيْصَرَ، فرَدَّ عليه علقمةُ وكَذَّبَ أَبا سفيان. يقال: شَعَّثْتُ من فلان إِذا غَضَضْتَ منه وتَنَقَّصْتَه، مِن الشَّعَث، وهو انْتشارُ الأَمر؛ ومنه حديث عثمان: حين شَعَّثَ الناسُ في الطَّعْن عليه أَي أَخَذُوا في ذَمّه، والقَدْح فيه بتَشْعِيثِ عِرْضه. وتشَعَّثَ الشيءُ: تَفَرَّقَ. وتَشَعُّثُ رأْسِ المِسْواك والوَتِدِ: تَفَرُّقُ أَجزائِه، وهو مِنه. وفي حديث عمر أَنه قال لزيد بن ثابت، لما فَرَّعَ أَمْرَ الجَدِّ مع الإِخوة في الميراث: شَعِّثْ ما كنتَ مُشَعِّثاً أَي فَرِّقْ ما كنتَ مُفَرِّقاً. ويقال: تَشَعَّثه الدَّهْرُ إِذا أَخذه. الأَشْعَثُ: الوَتِدُ، صفة غالبةٌ غَلَبَةَ الاسم، وسُمّيَ به لشَعَثِ رأْسه؛ قال: وأَشْعَثَ في الدارِ، ذي لِمَّةٍ، يُطيلُ الحُفُوفَ، ولا يَقْمَلُ وشَعِثْتُ من الطَّعام: أَكَلْتُ قليلاً. والتَّشْعيثُ: التفريق والتمييزُ، كانْشِعاب الأَنهار والأَغصان؛ قال الأَخطل: تَذَرَّيْتَ الذَّوائبَ من قُرَيْشٍ، وإِنْ شُعِثُوا، تَفَرَّعْتَ الشِّعابا قال: شُعِثُوا فُرِّقُوا ومُيِّزُوا. والتَّشْعيثُ في عَروضِ الخَفيفِ: ذَهابُ عين فاعلاتن، فيبقى فالاتن، فينقل في التقطيع إِلى مفعولن، شبهوا حذف العين ههنا بالخرم، لأَنها أَوَّلُ وَتِدٍ؛ وقيل: إِن اللام هي الساقطة، لأَنها أَقرب إِلى الآخر، وذلك أَن الحذف إِنما هو في الأَواخر، وفيما قَرُبَ منها؛ قال أَبو إِسحق: وكلا القولين جائز حَسَنٌ، إِلاّ أَن الأَقيس على ما بَلَوْنا في الأَوتاد من الخَرْم، أَن يكون عينُ فاعلاتن هي المحذوفة، وقياسُ حذف اللام أَضعفُ، لأَن الأَوتاد إِنما تحذف مِن أَوائلها أَو مِن أَواخرها؛ قال: وكذلك أَكثر الحذف في العربية، إِنما هو من الأَوائل، أَو من الأَواخر، وأَما الأَوساط، فإِن ذلك قليل فيها؛ فإِن قال قائل: فما تنكر من أَن تكون الأَلف الثانية من فاعلاتن هي المحذوفة، حتى يبقى فاعلَتُن ثم تسكن اللام حتى يبقى فاعلْتن، ثم تنقله في التقطيع إِلى مفعولن، فصار مثل فعلن في البسيط الذي كان أَصله فاعلن؟ قيل له: هذا لا يكون إِلا في الأَواخر، أَعني أَواخر الأَبيات؛ قال: وإِنما كان ذلك فيها، لأَنها موضع وقف، أَو في الأَعاريض، لأَن الأَعاريض كلها تتبع الأَواخر في التصريع؛ قال: فهذا لا يجوز، ولم يقله أَحد. قال ابن سيده: والذي أَعتقده مُخالَفةُ جميعهم، وهو الذي لا يجوز عندي غيره، أَنه حذفت أَلف فاعلاتن الأُولى، فبقي فعلاتن، وأُسكنت العين، فصار فعْلاتن، فنقل إِلى مفعولن، فإِسكان المتحرّك قد رأَيناه يجوز في حشو البيت، ولم نرَ الوتد حُذف أَوّله إِلا في أَوّل البيت، ولا آخرُه إِلا في آخر البيت، وهذا كله قول أَبي إِسحق. والأَشْعَثُ: رجلٌ. والأَشاعِثةُ والأَشاعِثُ: منسوبون إِلى الأَشْعَث، بدل من الأَشْعَثيين، والهاء للنسب. وشَعْثاءُ: اسم امرأَة؛ قال جرير: أَلا طَرَقَتْ شَعْثاءُ، والليلُ دُونَها، أَحَمَّ عِلافِيّاً، وأَبْيَضَ ماضِيَا قال ابن الأَعرابي: وشَعْثاء اسم امرأَةِ حَسَّانَ بن ثابت. وشُعَيْث: اسم، إِما أَن يكون تصغير شَعَثٍ أَو شَعِثٍ، أَو تصغير أَشْعَثَ مُرَخَّماً؛ أَنشد سيبويه: لَعَمْرُكَ ما أَدْري، وإِن كنتُ دارياً: شُعَيْثُ بنُ سَهْم، أَمْ شُعْيْثُ بنُ مِنْقَرِ ورواه بعضهم: شُعَيْبٌ، وهو تصحيف.
شنث: الشَّنَثُ، بالتحريك: قَلْبُ الشَّثَنِ. شَنِثَتْ يدُه شَنَثاً، فهي شَنِثةٌ، مثل شَثِنَتْ. وشَنِثَتْ مَشافرُ البعير أَي غَلُظَتْ. وشَنِثَ البعيرُ شَنَثاً، فهو شَنِثٌ: غَلُظَتْ مَشافرُه، وخَشُنَتْ من أَكل العِضاهِ والشَّوْك؛ قال: واللهِ ما أَدْري، وإِنْ أَوْعَدْتَني، ومَشَيْتَ بين طَيالِسٍ وبَياضِ أَبَعِيرُ شَوْكٍ، وارمٌ أَلْغادُه، شَنِثُ المَشافِرِ، أَم بعيرٌ غاضي؟ الغاضي: الذي يَلْزَم الغَضا، يأْكل منه؛ يقول: لا أَدري، أَعربيٌّ أَم عجميٌّ؟
صبث: الفراء قال: الصَّبْثُ تَرْقِيعُ القَمِيصِ ورَفْوُه. ويقال: رأُيت عليه قَميصاً مُصَبَّثاً أَي مُرَقَّعاً.
ضبث: ضَبَثْتُ بالشيء ضَبْثاً، واضْطَبَثْتُ به إِذا قَبَضْتَ عليه بكفك. الضَّبْثُ: قَبْضُك بكَفِّك على الشيء. والضَّبْثُ: القاؤُك يَدَك بجدَّ فيما تعمله؛ وقد ضَبَثَ به يَضْبِثُ ضَبْثاً. ومَضابِثُ الأَسَد: مَخالِبُه. وضُباثٌ: اسمُ الأَسَدِ، مِن ذلك؛ وقيل: ضُباثُ الأَسَدِ كالظُّفْر للإِنسان. والضَّبْثُ: الضَّرْبُ. وقد ضُبِثَ عليه، على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعله. وقال شمر: ضَبثَ به إِذا قَبَضَ عليه وأَخذه. ورجل ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثة أَي القَبْضةِ. وأَسدٌ ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثةِ أَي القَبْضة؛ وقال رؤْبة: وكم تَخَطَّتْ من ضُباثيٍّ أَضِمْ وفي حديث سُمَيْطٍ: أَوْحَى اللهُ تعالى إِلى داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: قل للملإِ من بني إِسرائيل لا يَدْعُوني، والخَطايا بين أَضْباثِهم أَي في قَبْضاتِهم. والضَّبْثَةُ: القَبْضة؛ يقال: ضَبَثْتُ على الشيء إِذا قَبَضْتَ عليه؛ أَي هم مُحْتَقِبُونَ للأَوْزار، مُحْتَمِلوها غير مُقْلِعِين عنها؛ ويروى بالنون، وهو مذكور في موضعه. وفي حديث المُغِيرة: فُضُلٌ ضَباثٌ أَي مُخْتالَة مُعْتَلِقَةٌ بكُلِّ شيء مُمْسِكَة له؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية؛ والمشهور: مِئْناثٌ أَي تَلِدُ الإِناثَ. وضَبَثَه بيدِه: جَسَّه. والضَّبُوثُ من الإِبل: التي يُشَكُّ في سِمَنِها وهُزالها، فتُضْبَثُ باليد أَي تُجَسُّ. والضَّبْثَة: من سِماتِ الإِبل، إِنما هي حَلقة، ثم لها خُطوط من ورائها وقُدَّامها. يقال: بعير مَضْبُوثٌ، وبه الضَّبْثة، وقد ضَبَثْتُه ضَبْثاً؛ ويكون الضَّبْثُ في الفَخِذِ في عُرْضِها، والله أَعلم.
ضغث: الضَّغُوثُ من الإِبل: التي يُشَكُّ في سَنامها، أَبه طِرْقٌ أَم لا؟ والجمع ضُغُثٌ. وضَغَثَ السنامَ: عَرَكه. وضَغَثَها يَضْغَثُها ضَغْثاً: لمَسها ليَتيَقَّنَ ذلك. وقيل: الضَّغُوثُ السَّنام المَشْكُوك فيه؛ عن كراع. الضَّغْثُ: الْتِباسُ الشيء بعضه ببعض. وناقة ضَغُوثٌ، مثل ضَبُوثٍ: وهي التي يُضْغَثُ الضاغِثُ سَنامَها أَي يَقْبِضُ عليه بكفه، أَو يَلْمَسُه ليَنْظُرَ أَسَمِينةٌ هيَ أَم لا؟ وهي التي يُشَكُّ في سِمَنها، تُضْغَثُ، أَبها طِرْقٌ أَم لا؟ وفي حديث عمر: أَنه طاف بالبيت فقال: اللهم إِن كَتَبْتَ عَليَّ إِثْماً أَو ضِغْثاً فامْحُه عني، فإِنك تَمْحُو ما تشاء قال شمر: الضِّغْثُ من الخَبرِ والأَمْر: ما كان مُخْتَلِطاً لا حقيقة له؛ قال ابن الأَثير: أَراد عَمَلاً مُخْتَلِطاً غيرَ خالص، مِن ضَغَثَ الحديثَ إِذا خَلَطه، فهو فِعْلٌ بمعنى مفعول؛ ومنه قيل للأَحْلام المُلْتَبِسَة: أَضْغاثٌ. وقال الكِلابيُّ في كلام له: كلُّ شيءٍ وعلى سبيله والناسُ يَضْغَثُونَ أَشياء على غير وجهها، قيل له: ما يَضْغَثُون؟ قال: يقولون للشيء حِذاءَ الشَّيءِ، وليس به؛ وقال: ضَغَثَ يَضْغَثُ ضَغْثاً بَتًّا، فقيل له: ما تَعْني بقولك بَتًّا؟ فقال: ليس إِلاَّ هو. وكلامٌ ضَغْثٌ وضَغَثٌ: لا خير فيه، والجمع أَضْغاثٌ. وفي النوادر: يقال لنُفَايةِ المالِ وضَعْفانه: ضَغاثَةٌ من الإِبل، وضَغابةٌ، وغُثابة، وغُثاثة، وقُثاثة. وأَضْغَاثُ أَحلام الرُّؤْيا: التي لا يصحُّ تأْويلها لاختلاطها، والضِّغْثُ: الحُلْم الذي لا تأْويل له، ولا خير فيه، والجمع أَضْغاثٌ. وفي التنزيل العزيز: قالوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ أَي رؤْياكَ أَخلاطٌ، ليست برؤْيا بَيِّنةٍ، وما نحن بتأْويل الأَحلام بعالمين أَي ليس للرُّؤْيا المختلفة عندنا تأْويل، لأَنها لا يصحُّ تأْويلها. وقد أَضْغَثَ الرؤْيا، وضَغَثَ الحديثَ: خَلَطَه. ابن شميل: أَتانا بضِغْثِ خَبرٍ، وأَضْغَاثٍ من الأَخْبارِ أَي ضُرُوبٍ منها؛ وكذلك أَضْغاثُ الرؤْيا: اخْتِلاطها والتِباسُها. وقال مجاهد: أَضْغَاثُ الرؤْيا أَهاوِيلُها؛ وقال غيره: سميت أَضْغَاثَ أَحلامٍ، لأَنها مُخْتَلِطةٌ، فدَخَل بعضُها في بعض، وليست كالصحيحة، وهي ما لا تأْويل له؛ وقال الفراء في قوله: أَضْغاثُ أَحْلامٍ وما نحن بتأْويل الأَحلام بعالمين؛ هو مثل قوله: أَساطير الأَولين. وقال غيره: أَضْغاثُ الأَحلام ما لا يَسْتَقِيمُ تأْويلهُ لدُخُول بعض ما رأَى في بعض، كأَضْغاثٍ من بُيوتٍ مختلفةٍ، يَخْتَلِطُ بعضها ببعض، فلم تتميز مَخارِجُها، ولم يَسْتَقِمْ تأْويلها. والضِّغْثُ: قَبْضَةٌ من قُضْبانٍ مختلفة، يجمعُها أَصلٌ واحدٌ مثلُ الأَسَل، والكُرَّاثِ، والثُّمام؛ قال الشاعر: كأَنه، إِذ تَدَلَّى، ضِغْثُ كُرَّاث وقيل: هو دون الحُزْمة؛ وقيل: هي الحُزْمة من الحشيش، والثُّدَّاء، والضَّعَةِ، والأَسَلِ، قَدْرَ القَبْضة ونحوها، مُخْتَلِطةَ الرَّطْبِ باليابس، وربما اسْتُعِيرَ ذلك في الشَّعَر. وقال أَبو حنيفة: الضِّغْثُ كلُّ ما مَلأَ الكَفَّ من النبات. وفي التنزيل العزيز: وخُذْ بيدك ضِغْثاً فاضْرِبْ به. يقال: إِنه كان حُزْمةً من أَسَلٍ، ضَرَبَ بها امرأَتَه، فَبرَّتْ يمينُه. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في مسجد الكوفة: فيه ثلاثُ أَعْيُنٍ أَنْبَتَتْ بالضِّغْثِ؛ يريد به الضِّغْثَ الذي ضَرَبَ به أَيوبُ، عليه السلام، زوجتَه، والجمعُ من ذلك كله: أَضْغاثٌ. وضَغَّثَ النباتَ: جَعَله أَضْغاثاً. الفراء: الضِّغْثُ ما جمعته من شيءٍ، مثلُ حُزْمةِ الرَّطْبة، وما قام على ساق واسْتطال، ثم جَمَعْته، فهو ضِغْثٌ. وقال أَبو الهيثم: كلُّ مجموعٍ مَقْبوضٍ عليه بجُمْعِ الكَفِّ، فهو ضِغْثٌ، والفعل ضَغَثَ. وفي حديث ابن زُمَيْل: فمنهم الآخِذُ الضِّغْث؛ هو مِلءُ اليدِ من الحَشيش المُخْتَلِطِ؛ وقيل: الحُزْمة منه، وما أَشبهه من البُقول؛ أَراد: ومنهم من نال من الدنيا شيئاً. وفي حديث ابن الأَكوع: فأَخَذْتُ سِلاحَهم فجعلتُه ضِغْثاً أَي حُزْمة. وفي حديث أَبي هريرة: لأَنْ يَمْشِيَ معي صِغْثانِ من نار أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَسْعَى غُلامي خَلْفي أَي حُزْمتان من حَطَب، فاستعارهما للنار؛ يعني أَنهما قد اشْتَعَلتا وصارتا ناراً. وضَغَّث رأْسَه: صَبَّ عليه الماءَ، ثم نَفَشَه، فجعله أَضْغاثاً ليَصِلَ الماءُ إِلى بَشَرته. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كانت تَضْغَثُ رأْسها. الضَّغْثُ: معالجةُ شعر الرأْس باليد عند الغَسْل، كأَنها تَخْلِطُ بعضَه ببعض، ليدخُل فيه الغَسُول. والضاغِثُ: الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ، يُفَزِّعُ الصِّبْيان بصَوْتٍ يُرَدِّدُه في حَلْقه.
طثث: الطَّثُّ لَعِبُ الصِّبْيان، يَرْمُونَ بخَشَبةٍ مستديرة عريضة، يُدَقَّقُ أَحدُ رأْسيها نحو القُلَةِ، يَرْمُونَ بها، واسم تلك الخشبة: المِطَثَّة. ابن الأَعرابي: المِطَثَّة القُلَة، والمِطَثُّ: اللَّعِبُ بها؛ قال الأَزهري: هكذا رواه أَبو عمرو، والصواب الطَّثُّ اللَّعِبُ بها. الليث: الأَطَثُّ والطَّثُّ، لغتان، والطَّثُّ أَكثرُ وأَصْوَبُ. والطِّثَّةُ: خُشَيْبة القالَبِ. وطَثَّ الشيءَ يَطُثُّه طَثًّا إِذا ضَرَبه بِرجلِه أَو باطِنِ كَفِّهِ، حتى يُزيله عن موضعه؛ قال يصف صقراً انْقَضَّ على سِرْبٍ من الطير: يَطُثُّها طَوْراً،وطَوْراً صَكَّا، حتى يُزِيلَ، أَو يَكادَ، الفَكَّا يريد فَكَّ الفَمِ. وطَثْطَثَ الشيءَ: رماه من يده قَذْفاً كالكُرَةِ.
طحث: طَحَثه يَطْحَثُه طَحْثاً: ضربه بكفه، يمانية.
طرث: الطَّرْثُ: الاسترخاء. والطُّرْثُوثُ: نبتٌ يُؤْكل؛ وفي المحكم: نَبْتٌ رَمْلِيٌّ طَويلٌ مُسْتَدِقٌّ كالفُطْر، يَضْرِبُ إِلى الحُمْرةِ يَيْبَسُ، وهو دباغٌ للمَعِدَةِ،واحدتُه طُرْثُوثة؛ عن أَبي حنيفة، وقال أَبو حنيفة أَيضاً: الطُّرْثُوثُ يُنَقِّضُ الأَرضَ تنقيضاً، وليس فيه شيءٌ أَطْيَبَ من سُوقَتِه، ولا أَحْلى، وربما طال، وربما قَصُر، ولا يخرج إِلاَّ في الحَمْضِ، وهو ضربان: فمنه حُلْوٌ، وهو الأَحمر، ومنه مُرٌّ، وهو الأَبيض؛ قال: وقال أَبو زياد: الطَّراثِيثُ تُتَّخَذُ للأَدْوية، ولا يأْكلها إِلاّ الجائعُ، لمَرارتها؛ قال: وقال ابن الأَعرابي: الطُّرْثُوثُ يَنْبُتُ على طول الذراع، لا ورق له، كأَنه من جنس الكَمْأَة. وتَطَرْثَثَ القومُ: خرجوا يَجْتَنُونَ الطَّراثِيثَ، وخَرجوا يَتَطَرْثَتُون أَي يَجْتَنُونه. قال الأَزهري: الطُّرْثوثُ ليس بالرِّيباسِ الذي عندنا، ورأَيتُ الطُّرْثوثَ الذي وَصَفَه الليثُ في البادية، وأَكَلْتُ منه، وهو كما وَصَفَه، وليس بالطُّرْثوثِ الحامضِ الذي يكون فلي جبال خُراسان، لأَن الطُّرْثوثَ الذي عندنا، له وَرَقٌ عريض، مَنْبِتُه الجبالُ. وطُرْثُوثُ البادية لا وَرَق له ولا ثمر، ومَنْبِتُه الرمالُ وسُهولةُ الأَرض، وفي حلاوةٌ مُشْرَبَةٌ عُفُوصةً، وهو أَحمر، مستدير الرأْس، كأَنه ثُومةُ ذَكَرِ الرجل. والعربُ تقول: طَراثِيثُ لا أَرْطَى لها، وذآنينُ لا رِمْثَ لها، لأَنهما لا يَنْبُتانِ إِلاَّ معهما، يُضْرَبانِ مثلاً للذي يُسْتَأْصَلُ، فلا تَبْقَى له بقيةٌ، بعدما كان له أَصلٌ وقَدْرٌ ومال؛ وأَنشد الأَصمعي: فالأَطْيَبانِ بها الطُّرْثوثُ والضَّرَبُ قال شمر: لا أَعرف للرِّيباس والكَمْءِ اسماً عربيّاً قال: وفي رُسْتاق نَيْسابور قريةٌ يقال لها طُرْشِيزُ، وتُكْتب طُرَيْثيثُ. وفي حديث حذيفة: حتى يَنْبُتَ اللحم على أَجسادهم، كما تَنْبُتُ الطَّراثِيثُ على وجه الأَرض، هي جمع طُرْثُوثٍ، وهو نبت يَنْبَسِطُ على وجه الأَرض كالفُطْر.
طرمث: الطُّرْمُوثُ: الضعيفُ. والطُّرْمُوثُ: الرغِيف.
طلث: ابن الأَعرابي: الطُّلْثة الرجلُ الضعيفُ العقل، الضعيفُ البدنِ، الجاهلُ. قال: ويقال طَلَّثَ الرجلُ على الخمسين، ورَمَّثَ عليها إِذا زاد عليها. أَبو عمرو: طَلَثَ الماءُ يَطْلُثُ طُلُوثاً إِذا سالَ؛ ووزَبَ يَزِبُ وُزُوباً، مثله.
طمث: طَمِثَت المرأَةُ تَطْمَثُ طَمْثاً، وطَمَثَتْ تَطْمُثُ، بالضم، طَمْثاً، وهي طامثٌ: حاضَتْ؛ وقيل: إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِيضُ؛ وخصَّ اللحياني به حَيْضَ الجارية. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: حتى جئنا سَرِفَ فطَمِثْتُ؛ يقال: طَمِثَت المرأَةُ إِذا حاضت، فهي طامِثٌ. وطَمَثَتْ إِذا دَمِيَتْ بالاقْتِضاضِ. والطَّمْثُ: الدمُ والنكاح. وطَمَثْتُ الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها. والطامِثُ، في لغتهم: الحائِض. وطَمَثَها يَطْمِثُها ويَطْمُثُها طَمْثاً: اقْتَضَّها، وعَمَّ به بعضُهم الجماعَ. قال ثعلب: الأَصلُ الحيضُ، ثم جُعل للنكاح. وطَمَث البعيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً: عَقَلَه. والطَّمْثُ: المَسُّ، وذلك في كل شيءٍ يُمَسُّ. ويقال للمَرْتَعِ: ما طَمَثَ ذلك المَرْتَعَ قبْلَنا أَحدٌ، وما طَمَثَ هذه الناقةَ حَبْلٌ قَطُّ أَي ما مَسَّها عِقالٌ. وما طَمَثَ البعيرَ حَبْلٌ أَي لم يَمَسَّه. قوله تعالى: لم يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قبلهم ولا جانٌّ؛ قيل: معناه لم يَمْسَسْ، وقال ثعلب: معناه لم يَنْكِحْ. والعرب تقول: هذا جَمَلٌ ما طَمَثَه حبلٌ قَطُّ أَي لم يَمَسَّه. ومعنى لم يَطْمِثْهُنَّ: لم يمسسهنّ. وقال الفراء: الطَّمْثُ الاقْتِضاضُ، وهو النكاح بالتَّدْمية. قال: والطَّمْثُ هو الدم، وهما لغتان. طَمَثَ يَطْمُثُ، ويَطْمِثُ. والقُرّاء أَكثرهم على: لم يَطْمِثْهُنّ، بكسر الميم. أَبو الهيثم: يقال طُمِثَتْ تُطْمَثُ أَي أُدْمِيَتْ بالاقْتضاض. وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ إِذا حاضَتْ؛ وقولُ الفرزدق: وَقَعْنَ إِليَّ، لم يُطْمَثْنَ قبلي، فهنَّ أَصَحُّ من بَيْضِ النَّعامِ أَي هُنَّ عذارَى غير مُفْتَرَعاتٍ. والطَّمْثُ: الفسادُ؛ قال عَدِيّ بن زيد: طاهرُ الأَثوابِ، يَحْمِي عِرْضَه من خَنَى الذِّمَّةِ، أَو طَمْثِ العَطَنْ
طهث: أَبو عمرو: الطُّهْثَة الضعيفُ العقلِ، وإِن كان جسمُه قوِيًّا، والله أَعلم.
عبث: عَبِثَ به، بالكسر، عَبَثاً: لَعِبَ، فهو عابِثٌ: لاعِبٌ بما لا يَعْنيه، وليس من بالهِ. والعَبَثُ: أَن تَعْبَثَ بالشيءِ. ورجلٌ عِبِّيثٌ: عابِثٌ. والعَبْثَةُ، بالتسكين: المَرَّة الواحدة. والعَبَثُ: اللَّعِبُ. قال الله عز وجل: أَفَحَسِبْتم أَنما خلقناكم عَبَثاً؟ قال الأَزهري: نَصَبَ عَبَثاً لأَنه مفعول له، بمعنى خلقناكم للعَبَث. وفي الحديث: من قَتَل عُصفوراً عَبَثاً. لعَبَثُ: اللَّعِبُ؛ والمراد أَن يَقْتُلَ الحيوانَ لَعِباً، لغير قَصْدِ الأَكْل، ولا على جهة التَّصَيُّدِ للانتفاع. وفي الحديث: أَنه عَبَث في منامه أَي حَرَّكَ يديه، كالدافع أَو الآخذ. وعَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: جَفَّقَه في الشَّمس؛ وقيل: فَرَّغَه على اليابس، ليَحْمِل يابِسُه رَطْبَه حتى يُطَبَّخَ؛ وقيل: عَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: خَلَطه بالسمن؛ وهي العَبيثة. وعَبَثْتُ الأَقِطَ أَعْبِثُه عَبْثاً، ومِثْتُه ودُفْتُه: مثلُه، وغَبَثْتُه، بالغين: لغة فيه. والعَبيثةُ والعَبيثُ، أَيضا: الأَقِطُ يُدَقُّ مع التمر، فيُؤْكل ويُشرب. والعبيثةُ أَيضاً: طعامٌ يُطْبَخُ، ويُجْعَلُ فيه جراد. والعَبيثةُ: البُنُّ والشَّعيرُ يُخْلَطانِ معاً. والعَبيثةُ: الغنم المُخْتلِطةُ؛ يقال: مَرَرْنا على غنم بني فُلانٍ عَبيثةً واحدةً أَي اخْتَلَطَ بعضُها ببعض. والعَبيثةُ: أَخْلاطُ الناسِ، ليسوا من أَبٍ واحد؛ قال: عَبِيثةٌ من جُشَمٍ وبَكْرِ ويروى: من جُشَمٍ وجَرْمِ؛ كلُّ ذلك مشتقٌّ من العَبْث. ورجل عَبِيثةٌ مُؤْتَشَبٌ، وهو من ذلك أَيضاً. قال أَبو عبيدة: في نسب بني فلان عَبيثةٌ أَي مُؤْتَشَبٌ، كما يقال: جاءَ بعَبيثةٍ في وِعائه أَي بُرٍّ وشعير قد خُلِطا. والعَبِيثُ في لغةٍ: المَصْلُ. والعَبْثُ: الخَلْطُ، وهو بالفارسية تَرَفْ تَرِين. قال: وتقول إِن فلاناً لفي عَبيثةٍ من الناس، ولَوِيثةٍ من الناس، وهم الذين ليسوا من أَبٍ واحدٍ، تَهَبَّشُوا من أَماكن شَتَّى. العَبْثُ: الخَلْطُ. والعَبْثُ: اتِّخاذُ العَبيثةِ. قال أَبو صاعِدٍ الكِلابيُّ: العَبِيثةُ الأَقِطُ، يُفْرَغُ رَطْبُه حين يُطْبَخُ على جافِّه، فَيُخْلَطُ به. يقال: عَبَثَتِ المرأَةُ أَقِطَها إِذا فَرَّغَتْه على المُشَرِّ اليابسِ، ليَحْمِلَ يابسُه رَطْبَه؛ يقال: ابْكُلِي واعْبِثي؛ قال رؤْبة:وطاحتِ الأَلْبانُ والعَبائِثُ وظلَّتِ الغنمُ عَبِيثةً واحدةً، وبَكيلةً واحدة: وهو أَن الغنم إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى فدَخَلَتْ فيها، اخْتَلَطَ بعضُها ببعضٍ، وهو مَثَلٌ، وأَصله من الأَقِطِ والسَّويقِ، يُبْكَلُ بالسَّمْن فيُؤْكَلُ؛ وأَما قولُ السَّعْدِيّ: إِذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثَانيُّ ساءَنا، تَرَكْناه، واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا فيقال: إِن العَوْبَثَانيَّ دقيقٌ وسَمْنٌ تمر، يُخْلَطُ باللبن الحَلِيب. قال ابن بري: هذا البيت لناشرَة بن مالك يَرُدُّ على المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ، وكان المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللبن. والخصِيفُ: اللبن الحليبُ، يُصَبُّ عليه الرائبُ؛ وقبله: وقد عَيَّرُونا المَحْضَ، لا دَرَّ دَرُّهمْ وذلك عارٌ خِلْتُه، كانَ أَمْجَدَا فأَسْقَى الإِلهُ المَحْضَ، من كان أَهْلَه، وأَسْقَى بني سَعْدٍ سَماراً مُصَرَّدا السَّمَارُ: اللبن المخلوطُ بالماءِ. والمُصَرَّد: المقَلَّلُ. والعَوْبَث: موضع؛ قال رؤبة: بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ
عثث: العُثَّة والعَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ، وجمعُها عِثَاثٌ. ويقال للمرأَة البَذِيَّةِ: ما هي إِلاّ عُثَّة. وقال بعضهم: امرأة عَثَّةٌ، بالفتح، ضَئِيلَةُ الجِسْمِ. ورجل عَثٌّ؛ قال يصف امرأَةً جَسِيمةً: عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ، ليْسَتْ بعَثَّةٍ، ولا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ خِمارُها الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء. وقوله يَطْبي الكِلابَ خِمارُها: يريد أَنها لا تَتَوَقَّى على خِمارِها من الدَّسَم، فهو زَهِمٌ، فإِذا طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه. والعِثَاثُ: الأَفاعي التي يأْكل بعضُها بعضاً في الجَدْب. ويقال للحَيَّةِ: العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ. وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه ولم تَنْهَشْه، فسَقَط لذلك شَعَرُه. والعِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فيه. وعاثَّ في غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً، وعَثَّثَ: رَجَّعَ؛ وكذلك القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قال كثير يصف قَوساً: هَتُوفاً، إِذا ذاقَها النازِعُون، سمِعْتَ لها، بعد حَبْضٍ، عِثاثا وقال بعضهم: هو شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ. وعَثَّه يَعُثُّه عَثًّا: رَدَّ عليه الكلامَ، أَو وَبَّخَه به، كعَتَّه. ويقال: أَطْعَمَني سَويقاً حُثًّا وعُثّاً إِذا كان غير مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ. والعُثَّةُ: السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ التي تَلْحَسُ الصُّوفَ، والجمع عُثٌّ وعُثَثٌ. وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثًّا: أَكَلَتْه. وعُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ. والعُثُّ: دُويبة تأْكل الجُلودَ؛ وقيل: هي دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هذا قول ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ غُدَافٍ، وتَصْطادينَ عُثًّا وجُدْجُدا والجُدْجُد أَيضاً: دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ وقال ابن دريد: العُثُّ، بغير هاء: دَوابُّ تَقَعُ في الصُّوف، فدلَّ على أَن العُثَّ جَمعٌ، وقد يجوز أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ، وعَبَّر عنه بالدَّوابِّ، لأَنه جنس معناه الجمع، وإِن كان لفظه واحداً. وسئل أَعرابي عن ابنه، فقال: أُعْطِيه كلّ يومٍ من مالي دانِقاً، وإِنه فيه لأَسْرَعُ من العُثِّ في الصُّوف في الصَّيْفِ. والعَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِيب الذي لا نَبات فيه. والعَثْعَثَة: اللَّيِّنُ من الأَرض؛ وقيل: العَثْعَثُ الكَثِيبُ السَّهْلُ، أَنْبَتَ أَو لم يُنْبِتْ؛ وقيل: هو الذي لا يُنْبِتُ خاصةً، والأَوَّل الصحيحُ، لقول القَطَامِيّ: كأَنَّها بيْضةٌ غَرّاءُ، خُدَّ لها في عَثْعَثٍ، يُنْبِتُ الحَوْذان والعَذَما وروايةُ أَبي حنيفة: خُطَّ لها؛ وقيل: هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فيه الرِّجْلُ، فإِن كان حارّاً، أَحْرَقَ الخُفَّ، يعني خُفَّ البعير، والجمع: العَثاعِثُ؛ قال رؤبة: أَقْفَرَتِ الوَعْساء والعَثاعِثُ قال أَبو حنيفة: العَثْعَثُ من مَكارم المَنابت. والعَثْعَثُ أَيضاً: التُّرابُ، وعَثْعَثَه: أَلقاه في العَثْعَثِ. وعَثْعَثَ الرجلُ بالمكان: أَقام به. ويقال: عَثْعَث مَتاعَه، وحَثْحَثَه، وبَثْبَثَهُ إِذا بَذَره وفرَّقَه. وعَثْعَثَ مَتاعَه: حَرَّكَه. والعَثْعَثُ: الفَسادُ والعَثْعَثُ: الشدائد. وفي الحديث: ذُكِرَ لعليٍّ، عليه السلام، زمانٌ، فقال: ذاك زمانُ العَثاعِثِ أَي الشدائدِ، مِن العَثْعَثَةِ والإِفساد. وفي المثل: عُثَيْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: بَلَغَه أن رجلاً يَغْتابُه، فقال: عُثَيْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا؛ عُثَيْثةٌ: تصغير عُثَّةٍ، وهي دُوَيْبَّة تَلْحَسُ الثيابَ والصُّوفَ، وأَكثر ما تكون في الصُّوفِ، والجمع: عُثَثٌ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجل يَجْتَهِدُ أن يُؤثِّرَ في الشيءِ، فلا يَقْدِرُ عليه، ويروى: تَقْرُمُ، بالميم، وهو بمعنى تَقْرِضُ. وربما قيل للعجوز: عُثَّة. وفلانٌ عُثُّ مال، كما يقال: إِزاءُ مالٍ. وفي النوادر: تَعاثَثْتُ فلاناً وتَعالَلْتُه. ويقال: اعْتَثَّه عِرْقُ سَوْءٍ واغْتَثَّه إِذا تَعَقَّلَه عن بُلُوغ الخير والشَّرَف. وبالمدينة جبل يقال له: عَثْعَثٌ، ويقال له أَيضاً: سُلَيْع، تصغير سَلْعٍ، وعَثْعَثٌ: اسم، وبنو عَثْعَثٍ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ.
عدث: قال ابن دريد في كتاب الاشْتقاق: العَدْثُ سهُولة الخُلُق، وبه سمي الرجل. وعُدْثانُ: اسم رجل.
عرث: عَرَثَه عَرْثاً: انْتَزَعَه أو دَلَكه، وقد قيل: عَرَتَه، وقد تقدّم في التاء.
عفث: في الحديث: أَن الزبير بن العَوَّام كان أَخْضَعَ، أَشْعَرَ، أَعْفَثَ؛ الأَعْفَثُ: الذي يَنْكَشِفُ فَرْجُه كثيراً، إِذا جَلَسَ؛ وقيل: هو بالتاء، بنقطتين، ورواه بعضهم في صفة عبدا الله بن الزبير، فقال: كان بَخِيلاً أَعْفَثَ؛ وفيه يقول أَبو وَجْزَةَ: دَعِ الأَعْفَثَ المِهْذارَ يَهْذِي بشَتْمِنا، فنحنُ، بأَنْواعِ الشَّتِيمةِ، أَعْلم وروي عن ابن الزبير أَنه كان كلما تحرّك بَدَتْ عَوْرَتُه، فكان يَلْبَسُ تحتَ إِزاره التُّبَّانَ. ابن الأَعرابي: رجل أَعْفَثُ لا يُوارِي شَوارَه أَي فَرْجَه.
عكث: العَكْثُ: اجتماعُ الشيءِ والْتِئامُه. والعَنْكَثُ: نبت معروف، وكأَن النُّونَ زائدة، وسيأْتي ذكره.
علث: عَلَثَ الشيءَ يَعْلِثُه عَلْثاً، وعَلَّثه، واعْتَلَثَه: خَلَطَه. والمَعْلُوثُ، بالعين: المخلوطُ؛ قال الفراء: وقد سمعناه بالغين مَغْلُوث، وهو معروف. وطعام عَلِيثٌ وغَلِيثٌ، ويقال: فلانٌ يأْكل العَلِيثَ والغَلِيثَ، بالعين والغين، إِذا كان يأْكل خُبْزاً من شعير وحِنطَةٍ. وكل شيئين خُلِطا: فهما عُلاثَةٌ؛ ومنه اشتق عُلاثةُ: اسم رجل، وهو الذي يَجْمَعُ من ههنا وههنا، وقد عَلَثَ. والعَلَث: ما خُلِطَ في البُرِّ وغيره مما يُخْرَجُ فيُرْمَى به. وفي الحديث: ما شَبِعَ أَهلُه من الخَمير العَلِيثِ أَي الخُبْزِ المَخْبوز من الشَّعير والسُّلْتِ. والعَلْثُ والعُلاثَةُ: الخَلْطُ. والعَلَثُ والعَلِيثة: الطعامُ المخلوط بالشعير. والعَلْثُ: أَن تَخْلِطَ البُرَّ بالشعير. أَبو زيد: إِذا خُلِطَ البُرُّ بالشعير، فهو عَلِيثٌ. وعَلَثُوا البُرَّ بالشعير أَي خَلَطُوه. وقال أَبو الجَرّاح: العَلِيثُ أَن يُخْلَط الشعيرُ بالبُرِّ للزراعة، ثم يُحْصَدانِ ويُجْمَعانِ معاً. والجِرْبة المَزْرَعَةُ: وأَنشد: جَفَاهُ ذواتُ الدَّرِّ، واجْتَرَّ جِرْبةً عَلِيثاً، وأَعْيا دَرُّ كلِّ عَتُومِ والعُلاثةُ: الأَقِطُ المَخْلُوطُ بالسمن، أَو الزيتُ المخلوطُ بالأَقِطِ. والتَّعْلِيثُ: اخْتِلاطُ النَّفْس؛ وقيل: بَدْءُ الوَجع. وقُتِلَ النَّسْرُ بالعَلْثَى، مقصوراً، أَي خُلِط له في طعامه ما يَقْتُله، حكاه كراع مقصوراً، في باب فَعْلى، والغين في كل ذلك لغة. وعَلَثَ الزَّنْدُ واعْتَلَثَ: لم يُورِ واعْتاصَ، والاسم العُلاثُ؛ ومنه قيل: عُلاثَةُ؛ وأَنشد: فإِني غيرُ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ أَي غير صَلْدِ الزِّنادِ. واعْتَلَثَ زَنْداً: أَخذه من شَجر لا يَدرِي أَيُوري أَم يَصْلِدُ؟ وقال أَبو حنيفة: اعْتَلَثَ زَنْدَه إِذا اعْتَرَضَ الشَّجرَ اعتراضاً، فاتَّخذه مما وَجَدَ، والغين لغة عنه أَيضاً. وفلان يَعْتَلِثُ الزِّنادَ إِذا لم يَتَخَيَّر مَنْكِحَه. والأَعْلاثُ: قِطَعُ الشجر المُخْتَلِطَةُ مما يُقْدَحُ به، من المَرْخِ واليَبيسِ. والمُعْتَلِثُ من السهام: الذي لا خَيْرَ فيه. واعْتَلَثَ السهمَ: أَخَذَه من عُرْضِ الشجر. واعْتَلَثه أَيضاً: لم يُحْكِمْ صَنْعَته. والعَلْثُ: الطَّرْفاء، والأَثْلُ، والحاجُ، واليَنْبُوتُ، والعِكْرِشُ، والجمع أَعْلاثٌ، وحكاه أَبو حنيفة بالغين معجمة. وعَلِثَ به عَلَثاً: لزمه. ورجلٌ عَلِثٌ: مُلازم لمن يُطالِبُ في قتال أَو غيره. والعَلَثُ، بالتحريك: شِدَّة القتال، واللزومُ له، بالعين والغين جميعاً. وعَلِثَّ الذئبُ بالغنم: لَزِمَها يَفْرِسُها. وعَلِثَ القومُ عَلَثاً: تَقاتَلُوا. وعَلِثَ بعضُ القوم ببعض. ورجلٌ عَلِثٌ: ثَبْثٌ في القتال. وعُلاثة: اسم رجل من بني الأَحْوَصِ بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر.
عنث: العُنْثَةُ والعَنْثَةُ والعِنْثَةُ والعُنْثُوَةُ والعَنْثُوَةُ: كلُّ ذلك يَبيسُ الحَلِيِّ خاصَّةً إِذا اسْوَدَّ وبَلِيَ، والجمع عِناثٌ وعَناثٍ. قال الأَزهري: عَنَاثي الحَلِيِّ ثَمَرَتُه إِذا ابْيَضَّت ويَبِسَتْ قبل أَني تَسْوَدَّ وتَبْلَى، هكذا سمعته من العرب. وشَبه الراجزُ بياضَ لِمَّتِه ببياضِها بعد الشَّيْبِ؛ فقال: عليه مِنْ لِمَّتِهِ عِنَاثُ ويروى عَناثي: جمع عَنْثُوَة.
عنبث: عَنْبَثٌ: شُجَيرة زَعَمُوا، وليس بِثَبَتٍ.
عنكث: العَنْكَثُ: ضَرْبٌ من النَّبْت؛ قال: وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا قال ابن الأَعرابي: هو شجر يَشْتَهيه الضَّبُّ، فيَسْحَجُها بِذَنَبه حتى تَحَاتَّ، فيأْكلَ المُتَحاتَّ. ومما وَضَعُوه على أَلسنة البهائم: أَن السمكةَ قالتْ للضَّبِّ: وِرْداً يا ضَبُّ فقال لها الضَّبُّ: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا، لا يَشْتَهي أَن يَرِدَا، إِلا عَراداً عَرِدا، وصِلِّياناً بَرِدَا، وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا أَراد: عَنْكَثاً وبارداً. وحكى ابن بري هذا المثل على غير هذه الصورة، قال: ومما تحكيه العرب على أَلسنة البهائم، قال: اختصم الضَّبُّ والضِّفْدَعُ، فقالت الضِّفْدَعُ: أَنا أَصبَرُ منكَ على الماء، فقال الضَّبُّ: أَنا أَصبر منكِ، فقالت الضِّفْدَعُ: تَعالَ حتى نَرْعَى، فنَعْلم أَيُّنا أَصْبَرُ؛ فرَعيا يومَهما، فاشْتَدَّ عَطَشُ الضِّفْدَع، فجعلتْ تقول: وِرْداً يا ضَبُّ فقال الضَّبُّ: أَصْبَح قَلْبي صَرِدا؛ الأَبيات. والعَنْكَثُ: اسم موضع؛ قال رؤبة: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ عَفَتْ بالعَنْكَثِ؟ دارٌ لِذاكَ الشَّادِنِ المُرَعَّثِ
عوث: العَوِيثة: قُرْصٌ يُعالَج من البَقْلة الحَمْقاءِ بزَيْتٍ. قال الأَزهري في نوادر الأَعراب: عَوَّثَني فلانٌ عن أَمر كذا، تَعْويثاً: ثَبَّطَني عنه. وتَعَوَّثَ القوْمُ تَعَوُّثاً إِذا تَحَيَّرُوا. وتقول: عَوَّثَني حتى تَعَوَّثْتُ أَي صَرَفَني عن أَمري حتى تَحَيَّرْتُ. تقول: إِنَّ لي عن هذا الأَمْرِ لَمَعاثاً أَي مَنْدوحةً أَي مَذْهَباً ومَسْلَكاً. وتقول: وَعَّثْتُه عن كذا، وعَوَّثتُه أَي صَرَفْتُه.
عيث: العَيْثُ: مصدرُ عاثَ يَعِيثُ عَيْثاً وعُيوثاً وعَيَثاناً: أَفْسَدَ وأَخَذ بغير رِفْقٍ. قال الأَزهري: هو الإِسْراعُ في الفَساد. وفي حديث عمر: كِسرى وقَيصَرُ يَعِيثانِ فيما يعيثانِ فيه، وأَنتَ هكذا؟ هو من عاثَ في ماله إِذا بَذَّرَه وأَْسَده. وأَصلُ العَيْثِ: الفساد. وقال اللحياني: عَثَى لغةُ أَهل الحجاز، وهي الوجه، وعاثَ لغةُ بني تميم؛ قال: وهم يقولون ولا تَعِيثُوا في الأَرض. وفي حديث الدجال: فعاثَ يَميناً وشِمالاً. وحكى السيرافي: رجل عَيْثانُ مُفْسِدٌ، وامرأَة عَيْثَى. وقد مَثَّل سيبويه بصيغة الأُنثى، وقال: صحت الياءُ فيها لسكونها وانفتاح ما قبلها. والذئبُ يَعِيثُ في الغَنم، فلا يأْخذ منها شيئاً إِلاّ قَتَلَه؛ وينشد لكثير: وذِفْرَى كَكاهِلِ ذِيخِ الخَليفِ، أَصابَ فَرِيقةَ لَيْلٍ، فَعاثا وعاثَ الذئبُ في الغَنم: أَفْسَدَ. وعاث في ماله: أَسْرَع إِنْفاقَه. وعَيَّثَ في السَّنام بالسكين: أَثَّر؛ قال: فعَيَّثَ في السِّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، بسِكِّينِ مُوَثَّقةِ النِّصابِ والتَعْيِيثُ: إِدخالُ اليد في الكِنانة يَطْلُب سَهْماً؛ قال أَبو ذؤَيب: وبَدا لَهُ أَقْرابُ هذا رائغاً عنه، فعَيَّثَ في الكِنانَةِ، يُرْجِعُ والتَّعْيِيثُ: طَلَبُ الشيءِ باليد، مِن غير أَن تُبْصِرَه؛ قال ابن أَبي عائذ: فعَيَّثَ ساعةً أَقْفَرْنَه بالاِيفاقِ والرَّمْيِ، أَو باسْتِلالْ أَبو عمرو: العَيْثُ أَن تَرْكَبَ الأَمرَ، لا تُبالي علامَ وقَعْتَ؛ وأَنشد: فعِثْ فيمن يَليكَ بغير قَصْدٍ، فإِني عائثٌ فيمن يَلِيني والتَّعْييثُ: طَلَبُ الأَعمى الشيءَ، وهو أَيضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِياه في الظُّلمة، وعند كراع: التَّغْييثُ، بالغين المعجمة. وأَرض عَيْثةٌ: سَهْلة. وإِذا كانت الأَرضُ دَهِسةً، فهي عَيْثةٌ. قال أَبو عمرو: العَيْثةُ الأَرضُ السَّهلة؛ قال ابن أَحمر الباهلي: إِلى عَيثةِ الأَطْهارِ، غَيَّرَ رَسْمَها بَناتُ البِلى، مَن يُخْطِئِ المَوتُ يَهرَمِ والعَيْثةُ: أَرضٌ على القِبلة من العامريَّة؛ وقيل: هي رَملٌ من تَكْريتَ؛ ويروى بيت القَطامِيِّ: سَمِعْتُها، ورِعانُ الطَّوْدِ مُعْرِضةٌ مِنْ دُونها، وكَثيبُ العَيْثةِ السَّهْلُ قال ابن سيده: والأَعْرَفُ: وكثيبُ الغَيْثةِ. الأَصمعي: عَيْثةُ بَلَدٌ بالشُّرَيفِ؛ وقال المُؤَرِّجُ: العَيْثةُ بالجزيرة.
غبث: غَبَثَ الشيءَ يَغْبِثُه غَبْثاً: خَلَطَهُ، لغة في عَبَثَ. والغَبيثة: سمن يُلَتُّ بأَقِطٍ؛ وقد غَبَثه يَغْبِثُه غَبْثاً. قال الفراء: غَبَثْتُ الأَقِطَ أَغْبِثُه غَبْثاً. وقال إِبراهيم، كاتِبُ أَبي عُبَيْدٍ: قَرَأْتُه على أَبي عُبَيدٍ ثانياً، فقال بالعين: عَبَثْتُ، وقال: رجع الفراء إِلى العين. قال الأَزهري: روى ابن السكيت هذا الحرف عن أَبي صاعدٍ: العَبِيثةُ، بالعين، في الأَقِطِ يُفْرَغُ رَطْبُه على جافِّهِ، حتى يَخْتَلِطَ، قال: وهما عندي لغتان، بالغين والعين، صحيحتان. والغَبيثةُ: طَعام يُطْبَخُ ويُجْعَل فيه جَرادٌ، وهو الغثيمةُ أَيضاً. وغَنمٌ غبيثةٌ: مختلطة. والأَغْبَثُ: لَوْنٌ إِلى الغُبْرة، وهو قَلْبُ الأَبْغَث، وقد اغْبَثَّ اغبِثاثاً.
|